آية الله رجبي في لقاء مع القسّ في الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة: 

وعي الأمم سيمنع تآمر الأعداء على الدين / ضرورة التقارب والتعاطف بين أتباع الأديان السماويّة

التقى دانيال جريجوري ماتروسوف _ القسّ في الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة ورئيس المجلس البطريركي المختص بالعلاقات الإسلاميّة  أثناء حضوره في مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والأبحاث مع آية الله رجبي وتحدّث معه حول المواضيع ذات الإهتمام المشترك. 

وبحسب تقرير دائرة العلاقات العامّة في مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والأبحاث، شدّد آية الله رجبي في لقائه مع دانيال جريجوري ماتروسوف _ القسّ في الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة ورئيس المجلس البطريركي المختص بالعلاقات الإسلاميّة _ على أهميّة التفاعل والحوار بين الأديان، وقال: إنّ القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام يُركزان دائمًا على التقارب والتعاطف بين أتباع الديانات السماويّة من أجل تحقيق الأهداف التي أكّد عليها الأنبياء والرسل.

وأضاف رئيس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والأبحاث وعضو جمعيّة مدرّسي الحوزة العلميّة بقم المقدّسة قائلًا: في العصر الحاضر حيث اتّحد أعداء الديانات السماويّة واعتدوا على المقدّسات والقيم الإلهيّة، أصبحت مسؤولية الوحدة والتلاحم والتعاون والتعاطف بين أتباع الديانات السماويّة محسوسة ومهمّة أكثر من أيّ وقت مضى.

وقال أيضًا: من واجبنا إيصال هذه المعارف الإلهيّة إلى الناس بشكل جيّد وبما يتوافق مع احتياجات الإنسان؛ لأنّ هذه المعارف إذا تمّ نقلها بشكل جيّد فسيتمّ الترحيب بها من قبل الناس لكونها متوافقة مع العقل وطبيعة البشر.
إنّ أعداء الدين يخشون من خضوع شعوب العالم للدين والتعاليم المعنويّة، لذلك يلقون ظلالًا من الشك والشبهات على القيم الدينيّة ويحاولون تقديم صورة قبيحة عن الإسلام و الأديان السماويّة من أجل الحدّ من قبول الأديان السماويّة لدى شعوب العالم وفي هذا الاتجاه قاموا بإيجاد داعش والوهابية.

وقال آية الله رجبي: إنّ مدرسة أهل البيت عليهم السلام تقول إنّ أيّ إنسان يتعرّض للظلم ويطلب المساعدة، سواء كان مسلمًا أو مسيحيًّا أو يهوديًّا، إذا لم ينصره المسلمون ويدافعوا عنه ليسوا بمسلمين.

وأشار عضو المجلس الأعلى للحوزات العلميّة إلى أنّ من خصائص الدين الإسلاميّ التي تمّ التأكيد عليها هي رفع مستوى وعي الشعوب، وقال: يجب علينا وفقًا لتعاليم أهل البيت عليهم السلام والقرآن الكريم أن نسير في طريق رفع الوعي وتحسين المعرفة في المجتمع الإنسانيّ، ومن الضروري على جميع من هم في مناصب تتعلق بهداية المجتمع أن يعملوا على توعية أمتهم ومجتمعهم والأمم الأخرى ويجعلوا ذلك على رأس أولوياتهم؛ لأنّ وعي الأمم سيوقف مؤامرة الأعداء على الدين.

وأكّد رئيس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والبحوث بالقول: لقد خاطب قائد الثورة الإسلاميّة الشباب الغربي وقال لهم: تعرّفوا على الإسلام من مصادره الأصيلة. واليوم في ظل الثورة الإسلاميّة في إيران تمّ توفير أرضيّة مناسبة للتعرّف على الإسلام بشكل دقيق ومقنع استنادًا إلى المصادر الإسلاميّة الأصيلة.

وقال آية الله رجبي مشيرًا إلى تعاليم دين الإسلام فيما يتعلق بالسيّد المسيح (عليه السلام) ودينه: إنّ الإسلام والقرآن الكريم يوليان الدين المسيحي اهتمامًا خاصًّا حيث ذُكر المسيح (عليه السلام) بإجلال في مواضع مختلفة من هذا الكتاب السماويّ، وذكر ستة عشر صفة في هذا النبيّ الكريم.

وأضاف: يقدّم القرآن الكريم المسيح (عليه السلام) على أنّه مؤيّد بروح القدس وصاحب المعجزات والبراهين الواضحة ومقرّب من الله تعالى، وفي شأن السيّدة مريم (عليها السلام) يذكر القرآن الكريم أيضًا صفات خاصّة قلّ نظيرها، ويقدّمها كمثلٍ وأسوة للمؤمنين من ذكر وأنثى.

وقال آية الله رجبي في الجزء الأخير من كلمته في معرض الإشارة إلى الأنشطة والبرامج العلميّة والثقافيّة لمؤسسة الإمام الخميني (قدس سرّه): إنّ مؤسسة الإمام الخميني (قدس سره) للتعليم والأبحاث قامت بالعديد من الأنشطة في مجال العلوم الدينيّة والعلوم الجديدة، ولدينا خبراء ومتخصصون في المسيحيّة بقسم الأديان التابع لمؤسستنا كما أنّ خريجينا لديهم كراسي علميّة حول هذا الدين الإلهي في خارج الجمهوريّة الإسلاميّة.

وأعرب دانيال جريجوري ماتروسوف _ القسّ في الكنيسة الأرثوذكسيّة الروسيّة ورئيس المجلس البطريركي المختص بالعلاقات الإسلاميّة _ خلال لقائه مع آية الله رجبي عن ارتياحه لتواجده في إيران والاجتماع بعلماء ومثقفي العالم الإسلامي في مدينة قم المقدّسة وقدّم تقريرًا موجزًا عن هذا السفر، مشيرًا إلى أنّه خلال هذه السنوات الخمس والعشرين، تمّ عقد أكثر من 15 اجتماعًا للتفاهم المتبادل بين الكنيسة الروسيّة والحوزات الدينيّة الإيرانيّة، وقال: ما زال أعداء الله والشياطين في السنوات الأخيرة يواصلون نشاطهم ضدّ الأديان الإبراهيميّة دون أي عائق وبشكل علني. ومن الضروري أن يتّحد جميع أتباع الديانات التوحيديّة ضدّ المؤامرات الشيطانيّة الشريرة.

واعتبر جريجوري ماتروسوف أنّ إيران وروسيا في طليعة الدول التي تحارب الشياطين في العصر الجديد مشيرًا إلى أنّه إلى جانب أهميّة إنشاء لجان مشتركة، ينبغي علينا أن نتبع مناهج التقارب بين الأديان التوحيديّة في مختلف مجالات الحياة البشريّة، بما في ذلك العلميّة والمعرفيّة والثقافيّة.

19
جمادی الآخرة

جميع حقوق الموقع محفوظة ومسجّلة لمؤسسة الإمام الخميني (ره) للتعليم والأبحاث