قال آية الله رجبي خلال كلمته في إحياء الذكرى السنويّة الثالثة لرحيل العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه):
كان العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه) أستاذ الفكر بمعنى الكلمة/ حضور العلّامة مصباح اليزدي في الوقت المناسب في كلّ مشاهد الثورة الإسلاميّة
وبحسب أصدقائه وأساتذته، فإنّ العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه) جعل تهذيب النفس وتزكيتها مبدأً جديًّا في حياته منذ شبابه، وكانت ثمار أعماله التي بقيت بفضل بركة روحه الإلهيّة.

بحسب تقرير دائرة العلاقات العامّة في مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والأبحاث، في مراسم الذكرى السنويّة الثالثة لرحيل العلّامة مصباح اليزدي (قدس سرّه) التي انعقدت بقاعة المؤتمرات في هذه المؤسسة بقم المقدّسة، ضمن تهنئته بذكرى ولادة الصديقة الطاهرة السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ألقى آية الله رجبي كلمة شرح فيها السيرة العلميّة والمعرفيّة لسماحة العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه)، وقال: كما ورد في القرآن الكريم وفي روايات أهل البيت (عليهم السلام)، فإنّ إحياء ذكرى الرجال الذين هم قدوة للمجتمع هو من الأوامر الإلهيّة، وقد تمّ إيلاء الكثير من الاهتمام لهذه النقطة في القرآن بكلمة "أذكر"؛ لأنّ إحياء ذكرى الشخصيّات العلميّة الكبيرة وتكريمها يمكن أن يرشدنا إلى الطريق، ويبيّن لنا خطّة السير نحو الله تعالى، فعلينا أن نجعل هذا التكريم منصّة نأخذ من خلالها الدروس من هؤلاء الكبار والتعلّم من سيرتهم، وأفكارهم، وأفعالهم، وأخلاقهم.

وبالإشارة إلى بعض سجايا وصفات المرحوم العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه)، قال: امتلاك الروح الجهاديّة هي أهم سمة لأستاذ ، والتي تجسّدت في أشخاص مثل العلّامة مصباح اليزدي و قائد الإسلام رفيع الشأن الشهيد الحاج قاسم سليماني، وهذه الشخصيّات الغالية كانت لها حضور مؤثّر في كلّ مشهد احتاجت إليه الثورة.

وقال عضو المجلس الأعلى للحوزات العلميّة: إنّ حضور العلّامة مصباح اليزدي في كلّ مشاهد الثورة كان في الوقت المناسب، أي أنّه ليس لدينا حالة يمكن أن نقول فيها ليته جاء مبكّرًا، وهذا الأمر في حدّ ذاته درس لنا وهذه هي سمة العلّامة مصباح، وكان هكذا أيضًا قبل الثورة، فقد كان حاضرًا في الوقت المناسب حيثما دعت الحاجة، وهذا درس يجب أن تعلّم منه جميعًا. كان له حضور بكامل طاقته، أي لم يكن الأمر كأن نقول ليته كان أكثر حضورًا في مشهد معيّن.

وصرّح بأنّ العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه) كان أستاذ الفكر بالمعنى الحقيقي للكلمة، وقال: لقد كان شخصًا فريدًا في إخلاصه وعبادته لله تعالى. وكان كتومًا للغاية، أي كان يتظاهر حتّى لا يظن أحد أنّه موجود في هذا الوادي، ولكنّه كان على درجة عالية من العرفان والتهذيب.

واعتبر آية الله رجبي رئيس مؤسسة الإمام الخميني للتعليم والأبحاث بأنّ من خصوصيّات العلّامة مصباح اليزدي كأستاذ تعبوي هي الروح الجهاديّة، الالتزام بالحضور في الوقت المناسب، تهذيب النفس، الإقدام والعمل المقترن بالفكر، الإخلاص، الاهتمام والمعرفة القلبيّة بالأئمة الطاهرين وإيمانه بمحوريّة ولاية الفقيه. 

وأشار عضو جمعيّة مدرّسي الحوزة العلميّة بقم المقدّسة آية الله رجبي إلى العناية الخاصّة التي يوليها قائد الثورة الإسلاميّة لسماحة العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه)، وقال: انظر إلى التعابير الطويلة لقائد الثورة الإسلاميّة في رسالة التعزية التي أرسلها بمناسبة رحلته، حيث كانت كلماته فريدة من نوعها، فالروح الطاهرة والنقيّة هي التي يمكن أن يكون لها هذه التأثيرات؛ فقد كان التهذيب وتزكية النفس مبدأً جديًّا بالنسبة لعلمائنا الكبار؛ لأنّ هذه الأعمال العظيمة والمباركة لا يمكن أن تتمّ بدون نفس طاهرة.

وذكر آية الله رجبي تزكيّة النفس كواحدة من السمات المميزة للأستاذ العلّامة اليزدي وأيضًا للقائد الشهيد الحاج قاسم سليماني، وقال: العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه) كما قال أصحابه ومعلموه، منذ شبابه قام بتهذيب نفسه وتزكيتها كمبدأ جديّ في حياته، وما بقي من ثمار عمله كان بسبب بركة روحه الإلهيّة.

وتابع عضو المجلس الأعلى لحوزة قم العلميّة كلمته وقال: كان العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه) يدخل الميدان حيثما كان ذلك ضروريًّا دون انتظار إبلاغ من جهة أو أمر من أحد، وبقدر الضرورة كان يوفّر أيضًا التسهيلات والأرضيّات اللازمة للأنشطة لتكون أكثر فعاليّة.

وأشار آية الله رجبي إلى إنتاج القدرة للعلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه) والاستفادة من جميع القدرات المتاحة، فقال: إنّ العلّامة مصباح اليزدي (رضوان الله تعالى عليه) لم يكن حاضرًا في الميدان بنفسه فحسب، بل استخدم كلّ القدرات الممكنة، ومن أجل أن تكون أهدافه فعّالة قام ببناء المؤسسات، وتربية كوادر علميّة.

وأكّد في نهاية حديثه بالقول: لم يربّ أحد كوادر بقدر الكوادر التي قام آية الله مصباح بتربيتها، وهو ما يعني إنتاج القدرات والاستفادة من كافة القدرات، وأؤكّد مرّة أخرى أنّه فكّر في كلّ هذه الأمور، وأحيانًا كان يفكّر في الاستفادة من الكوادر منذ عقود.

 


جميع حقوق الموقع محفوظة ومسجّلة لمؤسسة الإمام الخميني (ره) للتعليم والأبحاث